طهران - خاطر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد مرة أخرى بإغضاب معارضيه في 7 سبتمبر/ ايلول عندما شبههم "بالملوثات" التي تلطخ "رداء الثورة." و هذا بعد ثلاثة أشهر من سخريتة منهم عندما وصفهم "بالقاذورات و الغبار" - و هو الشيء الذي أدى إلى خروج مئات الالاف من المتظاهرين الغاضبين للشوارع في ذلك الوقت.
و لقد ترتب على التعليق الذي قيل خلال تصريحات معدة سلفا في مؤتمر صحفي لوم فوري من رابطة علماء "قم"، المحافظة التي حثت الرئيس و معاونيه على "التركيز في المشاكل الإقتصادية و التحديات الإجتماعية و تجنب التحدث بتعليقات غير هامة و إستفزازية".
و لكن مع جرأة أحمدي نجاد و نغمته الملئى بالزهو في الموضوع النووي الحساس فإن عبارته الأخيرة تدل على أن الإضطرابات الداخلية الأكثر سوءا في تاريخ الجمهورية الإسلامية و التي إستمرت لمدة ثلاثة أشهر لم تسبب حياد الرئيس عن مواقفه.
و في المؤتمر الصحفي، قلل أحمدي نجاد من العروض الغربية للمحادثات بخصوص برنامج إيران النووي و قال أن التهديد بالعقوبات أو الحرب لن يخيف طهران.
و لقد قال للصحافيين: " لن يأتي النهج الحالي للغرب بشيء" و أضاف: " لقد تعلم الإيرانيون دروسهم جيدا في كيفية عبور الأزمات بسلام و تحويل الكوارث إلى فرص."
و حيث يتم الإعداد لإنعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر تدل نغمة أحمدي نجاد في الشئون المحلية و الدولية أنه لا يوجد حل قريب في الأفق للقضية التي تهز المنطقة.
و في فيينا وصف رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي محاولات البدء في المحادثات الخاصة ببرنامج إيران النووي بأنها "جامدة" حيث قال لمجلس إدراة الوكالة – طبقا لنسخة من تعليقاته المعدة سلفا : "تحتاج نوايا إيران بخصوص مستقبل برنامجها النووي للإستيضاح للإستجابة للمجتمع الدولي."
هذا و تصر إيران على أن برنامج تخصيب اليورانيوم يهدف إلى إنتاج الطاقة سلميا و لأغراض التقدم العلمي و أنها قد جاوبت على كل الأسئلة المتعلقة بطبيعة برنامجها النووي.
و لكن خبراء نزع السلاح الدوليين لا يوافقون على هذا بشدة. إنهم يتهمون إيران بخلق قدرات لتصنيع أسلحة نووية بطريقة بطيئة و يشيروا لعدد من الملفات – التي نعتها إيران بالمزورة – التي توضح كيف أن إيران متورطة في تجارب لبرنامج سري لتصنيع أسلحة نووية حتى سنة 2003.
و لقد ذكر أحمدي نجاد أنه ينوي حضور إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لمقابلة الشعب الأمريكي و وسائل الإعلام و لكنه سوف يجتمع و "يناظر" المسؤولين الأمريكيين فقط علنا.
و لقد قال: "لقد إنتهى عصر الأسرار و الإجتماعات السرية التي تهدف إلى حل المشاكل."
و بعد ساعات من المؤتمر الصحفي هاجمت السلطات الإيرانية مكتبا يتجمع فيه عدد من أنصار زعيم المعارضة مير حسين موسوي حيث يحققون في إدعاءات خاصة بسوء إستخدام السلطة بواسطة قوات الأمن. و طبقا لموقع الإصلاحيين فلقد قام أولئك الذين يقودون الحملة بمصادرة مستندات دون الفصح عن هويتهم أو أي أمر للتفتيش.
[لوس أنجليس تايمز]